الموقف من مقتل حسن شحاته
للشيخ حمود بن علي العمري
١- بسم الله الرحمن الرحيم ،اردت أن اكتب عن هذا الحدث،حين رأيت من يستنكر هذا الفعل بالكامل او بعضه ،وإن كان بعضهم ليس رافضياً
٢- وقبل الكلام فيها من الناحية الشرعية ابين من المقصود بكلامي هنا، فلست اوجهه الى الرافضة ولا للعلمانيين،ولا لدعاة الحرية
٣- إنما اخاطب أهل السنة الذين يبحثون عن المستند الشرعي لمثل هذا الفعل من الأدلة الشرعية المعتبرة،حين لبس عليهم الإعلام
٤- فأقول لهم :لعلكم تتفقون معي على ردته حين ترفض وحين كذب صريح القرآن وحين جاهر بقذف ام المؤمنين علانية لا يواري ولا يداري
٥- وحين لعن العشرة المبشرين بالجنة واحداً واحداً علانية،وحين قال إن الجنة التي فيها العشرة المبشرون زريبة وليست جنة وووو
٦- إلى آخر كفرياته ، فهذه هي المسألة الأولى وهي ردته وكفره بعينه وذاته ،في أمور معلومة من الدين بالضرورة لا تحتمل الخلاف
٧- ثم المسألة الثانية : وجوب قتله فإن المرتد يجب قتله بإجماع العلماء من جميع المذاهب الأربعة ومن غيرهم من أئمة السلف
٨- وبعضهم أشكل عليه أن الرسول لم يقتل المنافقين،وهم الذين قذفوا عائشة ،وكذلك لم يأمر بقتل من كذبه وإنما دعاهم وحاورهم
٩- وهذه التلبيسات لا تنطلي على طالب علم ،لكن هذا زمن تصدر المثقف الذي يجهل كل شيء لكنه يتكلم ويحلل في كل شيء حتى الفتاوى
١٠- فأقول إعلم اخي أن رسول الله لم يكن يتسامح ابداً في النيل من عرضة،بل يصدر في ذلك اشد العقوبات الرادعة وهو القتل فوراً
١١- كما فعل مع كعب بن الاشرف مع انه كان له معاهدة لكن لما تعرض للعرض الشريف ،قال رسول الله من لي بابن الاشرف فأتوه برأسه
١٢- وكما أهدر دماء ثمانية من كفار قريش يوم الفتح مع انه اصدر عفواً عاماً ،لكن المستثنين قد ولغوا في العرض الشريف فأمر بقتلهم
١٣- حتى قتل علي ابنَ خطل وهو متعلق بأستار الكعبة،فكيف لو فعل ذلك أحد اليوم،ماذا ستقول عنه الأقلام الجاهلة ،متعلق بالكعبة !!!
١٤- واهدر الرسول دم كعب بن زهير لأنه كان يتعرض للعرض الشريف،وليس بسبب شركه فقد كان العرب المشركون آلافاً ولم يهدر دم احدهم
١٥- والمواقف كثيرة التي تدل على صرامة الموقف النبوي امام العرض الشريف،حتى موقفه من ابن ابي السرح وتأخره في قبول وساطة عثمان
١٦- وهذا أمر معلوم حتى عند العرب قبل الإسلام فإنهم يسامحون في الدم ولا يسامحون في العرض،ولا عرض اشرف من عرض رسول الله
١٧- ولم يكن الكفر هو علة هذه الصرامة مع المتعرضين لعرضه صلى الله عليه وسلم،فقد كان الكفار واليهود والنصارى من حوله
١٨- ولم يهدر دم احد منهم بسبب كفره،فيجب العلم بخطورة النيل من العرض الشريف ،فإن المسلم يرتد بذلك والذمي والمعاهد ينتقض عهدهم بذلك
١٩- فكيف بالمرتد اصلاً ،إن قتل من ينال من العرض النبوي محل إجماع بين العلماء حتى قالوا لا يستتاب،لأن التوبة لحق الله وهذا
٢٠- الحق فيه لرسول الله ،ثم إن مقام الرسول يلحقه التنقص والأذية ،وليس كذلك مقام الله تعالى ،فأعلم أخي أن سب الله اعظم ولكن
٢١- ولكنه مبني على العفو عند التوبة وأما حق رسول الله فمن من البشر يستطيع أن يسامح في حق المصطفى، وهو في حياته لم يسامح اصلا
٢٢- اما من يقول أنه لم يقتل من قذف عائشة،فنقول:الذين قذفوها صنفان ،منافقون لم يظهروا حرفاً في ذلك وإنما يعرضون به في مجالسهم
٢٣- فنقول إن الشريعة إنما تأخذ بالظاهر ،فلو احترق قلبك كفراً ونفاقاً لم تحاسب في أحكام الدنيا إلا بما أظهرت من قول او فعل
٢٤- والقسم الآخر فهم الذين صرحوا بالقذف وليسوا أهل نفاق،فأقام عليهم الحد،فمن قذف بعد سورة النور فهو مكذب لله ووالغ في العرض
٢٥- أما المسألة الثالثة وهي أن هذا فيه تعد على حق ولي الأمر فأقول هذا جهل كببر بخطورة هذه المسألة فإنها حق للأمة جميعها
٢٦- فإن بادر إليها ولي الأمر فهذا هو الواجب عليه ،وإن تأخر أو تلكاء في ذلك أو سبقه الناس فهو حق لهم ليشفو غيضهم من عدوهم
٢٧- فليس ولي الأمر مهما بلغ احق بأحكام الولاية من رسول الله،وقد حدث هذا التجاوز في عهده حين قتل الرجل الأعمى تلك المرأة
٢٨- التي كانت تسمعه كلاماً خبيثاً في رسول الله ،فلم يرفعها إلى ولي الأمر وهو
الرسول،وإنما قتلها من الليل فأهدر رسول الله دمها
٢٩- فإن قال أحدهم هذا فتح باب للقتل ،فيستطيع كل أحد أن يتهم غيره بالكلام في عرض رسول الله ويقتله ،فنقول هذا إعتراض ساقط
٣٠- لأن الكلام في من إستعلن بذلك وقامت البينة عليه ولا يختلف إثنان في قذف شحاته للعرض الشريف وهو يتبجح به لا يواري
٣١- وهو على ذلك من سنوات ،ثم إن الحكومات لا تعير التعدي على ثوابت الشريعة أي إهتمام ،فإذا نيل من عرض رسول الله وجب على الأمة
٣٢- أن تهب كما فعل أهل الغيرة من أهل مصر لينتصفوا للعرض الشريف ،فيرتدع كل بغاة التطاول على هذا المقام الشريف في السماءوالأرض
٣٣- فإن فعل أهل مصر بهذا المرتد فيه ردع للبغاة ورسالة للحكومات أن تردع المتطاول على العرض الشريف قبل أن يحرجها الشعب
٣٤- وسيحمد الناس عاقبة هذا الفعل العظيم الذي لعله يكون سبباً لرحمة الله لنا ونصره لجهاد هذه الأمة على من جمع الكفر كله
٣٥- المسألة الرابعة فهي سحله،فهذاأمر عجيب أن يتصدر لإنكار هذا الأمر من ينسب نفسه للعلم الشرعي ولا عجب من فقهاء حقوق الإنسان
٣٦- فقد خفي عليهم أن رسول الله أمر بسحل سبعين من قتلى بدر حتى القاهم في القليب،حتى إن ابي بن خلف تمزق من ذلك فتركه
٣٧- والرجل الأعمى الذي قتل المرأة سحبها حتى القاها على مزبلة، وابن مسعود احتز رأس ابي جهل وسحبه حتى اتابه الى رسول الله
٣٨- فهل بعد ذلك يتبجح أحد ويقول إحترام الإنسان وحق الميت ووو الى آخر رمنسياتهم التي لا تحمي ديناً ولا تصون عرضاً ولا تردع باغ
٣٩- ولم أكن اتصور أن من ينسب نفسه للعلم سيخالف في هذه المسألة لكن أنت في زمن العجائب، الذي نخر الفكر التغريبي ولإراجائي الأمة
٤٠- وأخيراً هذا ما سمح به الخاطر حول هذه المسألة وأسأل الله أن يرفع درجة من شارك في هذا العمل الجليل الذي يعذرنا امام نبينا